إستمتعت في رمضان الماضي بمشاهدة حلقات برنامج (حجر الزاوية) والذي كان يتحدث فيه الشيخ الدكتورسلمان العودة وكانت أغلب حلقاته تدور حول مفهوم التغيير وقد تلقى برنامجه رسائل عديدة من المشاهدين،ومن بين هذه الأسئلة سؤال أثار حفيظتي وإنتباهي في آن معا”،وبإختصار السؤال كان: لماذا يستعين الدكتور سلمان العودة في برنامجه بكتب لمؤلفين أجانب ؟! أليس هناك كتب عربية تتحدث في هذا الجانب تغني عن الكتب الأجنبية؟! وقد أجاب الدكتور سلمان -حفظه الله- بإجابة غلفها الطابع الدبلوماسي بأنه سيذكر في المستقبل أسماء كتب عربية مفيدة في هذا المجال في الحلقات المقبلة…
أعتذر للدكتور الفاضل عن ردي هذا مقدما” لكن الإجابة لم تكن مقنعة أبدا”!!! وفي الواقع إننا نفتقد إلى الكتب المؤثرة والعظيمة في مجالات التنمية البشرية كافة،ففي مجالات كالنجاح الشخصي،و النجاح العملي،والنجاح الإقتصادي،والنجاح في الحياة،وكذلك القيادة والتغيير والإبداع والبرمجة اللغوية العصبية،والكتب التي لدينا هي كتب لمؤلفين عرب عمرها من 10 إلى 20 سنة،أما الكتب المترجمة عن اللغة الإنجليزية لمؤلفين أجانب فطاحل فأغلبها قديم ويرجع بعضها لبداية القرن الماضي (القرن العشرين) مثل كتب ديل كارنيجي و نابليون هيل.
نعود لموضوعنا الذي عنونا به مقالتنا هذه و نتيجة لملاحظتي لبطء التغيير وظاهرة مقاومة التغيير التي نواجهها جميعا” ،سواء في الشركات أو في الحياة،قررت البحث عن أسباب خوفنا الداخلي من التغيير،بشكل بسيط أردت أن أعرف لماذا نحضر دروسا” ومحاضرات وندوات نعاهد فيها أنفسنا على التغيير في حياتنا،ونتعهد بأن نصبح آباء” أفضل وقادة أكثر فعالية،ثم حين نعود إلى البيت،تعود الأمور إلى نصابها والمياه إلى مجاريها،وكما قالوا في الامثال تعود ريما لعادتها القديمة؟!! ) فننسى كل شيئ جديد ونتصرف بسلبية،لم ينجح الأمر لأننا لم نتغير.
أخيرا” وجدت ضالتي في كلمات خطها قلم روبن شارما الخبير في التدريب على فن القيادة،في كتابه (دليل العظمة) حيث توصل إلى تحديد أربعة أسباب رئيسية وراء مقاومة الناس للتغيير ورفضهم أخذ الخطوات اللازمة للارتقاء بحياتهم المهنية والخاصة، حتى عندما تتاح لهم الفرصة لعمل ذلك. ومع إدراك أكبر لهذه العوامل يمكنك أن تتخذ قرارات أفضل. وعندما تتخذ قرارات أفضل فمن المؤكد أنك ستحصل على نتائج أفضل. تذكر هذه الفكرة المهمة: القيادة الشخصية تبدأ بالإدراك الذاتي، لأنك لاتستطيع تحسين نقطة ضعف أو التغلب على مشكلة لاتعرفها حتى. بعبارة أخرى، بمجرد أن تعرف أفضل، يمكنك أن تؤدي أفضل.
وفيما يلي الأسباب الأربعة التي تمنعنا من إجراء التغييرات التي نرغب في إجرائها:
السبب الأول: الخوف.
يخشى الناس مغادرة أرض المعلوم الآمنة والمغامرة بدخول أرض المجهول. معظمنا لايحب تجربة شيء جديد، لأن القيام بذلك يسبب الضيق والإنزعاج. الأساس هنا هو أن تعالج خوفك بأن تفعل نفس الشيء الذي يخيفك. وتلك أفضل طريقة تقهر بها خوفك. افعل ذلك إلى أن ينتهي هذا الخوف. إن المخاوف التي تهرب منها تجري وراءك، ولكن وراء كل جدار من الخوف يوجد كنز ثمين.
السبب الثاني: الفشل.
لا أحد يريد الفشل، ولهذا يتجنب معظمنا حتى المحاولة. شيء مؤسف نحن حتى لانقوم بتلك الخطوة الأولى لتحسين صحتنا أو لتعميق علاقاتنا في العمل أو لتحقيق حلم لنا،وفي رأيي الفشل الوحيد في الحياة هو الفشل في المحاولة. وأسوأ مخاطرة يمكن أن تقدم عليها هي ألا تخاطر على الإطلاق. إن الفشل مجرد جانب رئيسي من إدراك النجاح، ولايمكن أن يكون هناك نجاح بدون فشل.
السبب الثالث: النسيان.
بالطبع نغادر قاعة المحاضرات بعد حضور ورشة عمل تحفيزية ملهمة، تجعلنا على استعداد لتغيير العالم. ولكن بعد ذلك نذهب إلى العمل في اليوم التالي ويفرض الواقع نفسه كما كان.فلماذا يحصل ذلك؟! إن السبب في ذلك ياعزيزي هو النسيان. إليك هذه الركيزةالأساسية للنجاح: إجعل إلتزاماتك حاضرة في ذهنك دائماً، وعلى قمة الأشياء التي تتذكرها. إجعل وعودك الذاتية نصب عينيك دائماً. وحتى لاتنساها اكتبها على بطاقة 5 3X وألصقها على المرآه لتقرأها كل صباح، تحدث عن هذه الوعود يومياً واكتب عنها كل صباح في دفتر يومياتك.
السبب الرابع: إنعدام الثقة.
كثيرون من الناس يفتقرون إلى الثقة، ويتسمون بالتشاؤم، ولسان حالهم يقول (لافائدة من التطوير) أو (أصبحت أكبر سناً من أن أتغير). والتشاؤم ينبع من الإحباط وخيبة الأمل. وهو عائد لتجربة فاشلة وقعت لهم من قبل فانغلقوا على أنفسهم وتبنوا موقفاً متشائماً، وهذا التشاؤم هو وسيلتهم لتجنب التعرض للإيذاء النفسي والفشل.
أعزائي هذه هي الأسباب الأربعة التي تجعلنا نقاوم التطوير والتغيير، ونرفض اظهار القيادة الحقيقية في حياتنا. ويطلق عليها روبن شارما تسمية (المعوقات الأربعة للتغيير) فحاول أن تتفهمها وتستوعبها جيداً، وستتمكن من معالجتها والتغلب عليها. لأن الإدراك يسبق النجاح. عليك أن تبدأ من الآن وتحاول. ولاتخشى الفشل لأن الفشل هو الطريق السريع للنجاح.وإذا قابلت أي ناجح في حياته وسألته سيقول لك دائما”: ( أنا حاولت فنجحت فلم لا تحاول أنت؟!!) وأنا بدوري أقولها لك…
إلى لقاء جديد.
0 التعليقات:
إرسال تعليق